إن من الغايات العظيمة التي يسعى إلى تحصيلها كل مؤمن أن يكون محافظا على صلواته؛ ليحوز على الأجور العظيمة المرتبة على أداء الصلوات فانظر إلى نماذج هذه الأمور منذ أن يؤذن المؤذن إلى أن يعود المرء إلى بيته بعد كمال صلاته:
- إذا سمع المؤمن المؤذن قال مثل ما يقول، ثم بعد قال بعد الأذان : (اللَّهُمَّ رَبَّ هذِهِ الدَّعوةِ التَّامَّةِ ، والصَّلاةِ الْقَائِمةِ، آت مُحَمَّداً الْوسِيلَةَ ، والْفَضَيِلَة، وابْعثْهُ مقَامًا محْمُوداً الَّذي وعَدْتَه) فإنه حينئذ تحل عليه شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
- إذا خرج المؤمن إلى صلاته و توضأ قبل أن يخرج كان ذلك من أسباب محو الله لذنبه و غفرانه لسيئاته، يقول صلى الله عليه وسلم : (من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسمه حتى تخرج من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره )، ثم بعد ذلك إذا خرج المؤمن إلى صلاته كتبت له أجور كثيرة في خطاه إلى المسجد فخطوة تحط به من خطيئة والأخرى ترفع له بها درجة جاء في الحديث الصحيح إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من غدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له نزلا من الجنة كلما غدا أو راح).
- إذا دخل المؤمن المسجد فقال: (أَعوذُ باللهِ العَظيـم وَبِوَجْهِـهِ الكَرِيـم وَسُلْطـانِه القَديـم مِنَ الشّيْـطانِ الرَّجـيم، ِسْـمِ الله، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى رَسولِ الله، اللّهُـمَّ افْتَـحْ لي أَبْوابَ رَحْمَتـِك) حفظ بذلك من الشيطان.
- من صلى لله تعالى في يوم اثنتي عشر ركعة تطوعا غير الفريضة بنى الله له قصرا في الجنة.
- وإذا جلس في المسجد ينتظر الصلاة فإنه حينئذ كتب له أجرا في كل ثانية ينتظرها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يزال أحدكم في صلاته مادامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة فإذا أقيمت الصلاة صلى معهم).
- صلاة الرجل في جماعة تفضل صلاته وحده بسبع وعشرين درجة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
- إذا صلى المؤمن بالمسجد حاز على الأجور العظيمة، كما قال تعالى:
(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) )
- إذا فرغ المؤمن من الصلاة بدأ بأذكار ما بعد الصلاة تسبيحا وتهليلا وحمدا وثناء وتكبيرا حاز على الأجور العظيمة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بأمر تدركون به من سبقكم و لا يسبقكم أحد إلا من قال مثل ما قلتم: تسبحون الله وتحمدونه و تكبرونه دبر كل صلاة ثلاث و ثلاثين ).
- إذا جلس الإنسان في مصلاه فإن الملائكة تدعو له وتثني عليه (اللهم اغفر له، اللهم ارحمه) مادام على ذلك مالم يحدث أو ينقلب إلى أهله.
- قال صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ، قالوا بلى يا رسول الله ، قال :إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، و انتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط).
- أداء صلاة العشاء وصلاة الفجر في جماعة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن: (أثقل الصلاة على المنافقين صلاة الفجر وصلاة العشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا). وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) يعني صلاة الفجر و صلاة العصر.
- إن صلاة الفجر لها مكانة عظيمة و منزلة كبيرة فيها أجر مضاعف وثواب جزيل، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن فضل ذلك بالإشارة إلى فضل سنة الفجر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما عليها) كما قال صلى الله عليه وسلم: (بشروا المشاءين بالظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة).
فأسأل الله جل وعلا أن يجعلنا وإياكم من المداومين على الصلوات المحافظين على أدائها في المساجد مع الجماعة
كما اسأله جل وعلا أن يجعلنا وإياكم ممن حاز الأجور العظيمة على أدائها وممن استجيبت لدعائهم الذي دعا به في صلاته.