عقد المركز الدولي لبحوث المياه والبيئة والطاقة الندوة النقاشية الدورية بعنوان "إدارة المياه العادمة المعالجة وإعادة استخدامها" والتي تم التحدث فيها بشكل رئيسي عن مشاريع الصرف الصحي واستراتيجيات إعادة استخدام المياه العادمة في الأردن. أدار الندوة النقاشية مديرة المركز الدولي لبحوث المياه والبيئة والطاقة الدكتورة المهندسة نور الخرابشة حيث رحبت بداية بالحضور من خارج وداخل حرم الجامعة، ثم استهلت الحوار في موضوع الندوة بالإشارة إلى استراتيجية إدارة المياه في الأردن والتي تنظم عملية التنمية والإدارة والجمع والمعالجة وإعادة الاستخدام للمياه العادمة وفقا للمواصفات والمقاييس التي تحكم هذا المصدر الهام من المياه، بحيث يساهم استغلال المياه المعالجة بشكل رئيسي لأغراض الزراعة المقيدة في تعزيز الاستقرار والاقتصاد الوطني من خلال توفير المياه العذبة فقط لأغراض الشرب، والتقليل من كلفة المياه، وحماية البيئة، وزيادة الدخل القومي، وتوفير العملة الصعبة اللازمة لاستيراد الأعلاف، وتوفير الاكتفاء الذاتي للمملكة من هذه المزروعات، وتوفير فرص عمل، والتقليل من استخدام الأسمدة الكيميائية، ومواجهة التصحر والتغير المناخي.
ثم عرّفت مديرة المركز بالمتحدث الرئيسي في الندوة الدكتور محمود العلاونة مدير مديرية الإشراف والدعم الفني في سلطة المياه-وزارة المياه والري الأردنية والذي تحدث مفصلاً عن إدارة مياه الصرف الصحي باعتبارها إحدى ركائز استراتيجية إدارة المياه في الأردن والتي تؤكد في أحد بنودها أن المياه العادمة ليست معدومة الفائدة وسيصار إلى معالجتها وفق المعايير التي تمكن من إعادة استعمالها في الزراعات المقيدة وفي أغراض أخرى غير منزلية.
كما أوضح الدكتور محمود العلاونة عن آلية متابعة تطبيق سياسة إدارة مياه الصرف الصحي وكيف أولت سلطة المياه الأهمية الكبرى لمشاريع الصرف الصحي وخدمة المواطنين من خلال مشاريع شبكات لتصريف مياه الصرف الصحي ومن ثم معالجتها من خلال محطات المعالجة والاستغلال الأمثل والآمن والاقتصادي لمياه الصرف الصحي المستصلحة ومراقبة نوعيتها والوقوف على مدى مطابقتها للمواصفات الوطنية وملائمتها للاستعمالات المختلفة. كما وأضاف الدكتور العلاونة أن هناك حاليا 34 محطة معالجة لمياه الصرف الصحي تعالج حوالي (173) مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي من خلال شبكات الصرف الصحي والتي تغطي ما مجموعه (75%) من مناطق المملكة. وأضاف بأن كميات المياه المعالجة والخارجة من هذه المحطات تبلغ حوالي (166) مليون متر مكعب هذه المياه في أغلبها يتم استغلالها في الزراعات المقيدة حيث بلغ مجموع الاتفاقيات مع المزارعين حوالي (35) اتفاقية ساهمت في زيادة دخل المزارعين من خلال بيع هذه المحاصيل بحوالي 3.5 مليون دينار أردني، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر في رفع المستوى المعيشي لهؤلاء المزارعين.
وفي النهاية رُفِعَت توصيات الجلسة بأن يتم استغلال كميات الحمأة الناتجة بعد عملية معالجة المياه العادمة حيث أنه تم إصدار المواصفة الأردنية الخاصة بالحمأة إلا انه لم يتم تفعيل العمل بها وذلك لعدم استخدام الحمأة في أي تطبيقات عملية مع العلم بأن هناك استخدامات كثيرة لها كاستخدامها كمصدر بديل لتوليد الطاقة الكهربائية داخل المحطات وكذلك زيادة مساحة الرقعة الخضراء داخل وخارج محطات التنقية عند استخدامها كمادة محسنة للتربة بالإضافة لإمكانية استخدامها في المجالات الصناعية كمصدر طاقة لتوليد الحرارة كما هو في صناعات الاسمنت. يذكر بأنه شارك في أعمال الندوة النقاشية باحثين مختصين من مختلف دوائر وكليات الجامعة الداخلية والخارجية، وممثلين عن إدارة حماية بيئة البلقاء، وإدارة مياه محافظة البلقاء، ونقابة المهندسين الزراعيين وطلاب خريجين.